سلة المشتريات

زكاة المال


المقدمة
تعتبر زكاة المال الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي فريضة مالية ذات أهمية عظيمة في الإسلام، فهي تطهر المال وتنميه، وتساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي وسد حاجة الفقراء والمساكين.
 

فتاوى ابن باز وابن عثيمين عن زكاة المال
ابن باز: "الزكاة فريضة عظيمة الأثر على الفرد والمجتمع، فعلى المسلم أن يحرص على أدائها وإخراجها في وقتها،
 لما لها من فوائد جمة في الدنيا والآخرة."
ابن عثيمين: "الزكاة تطهر المال وتنميه، وتزيده بركة ونماء، وتساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي وسد حاجة الفقراء والمساكين

 

تعريف زكاة المال
زكاة المال هي عبادة مالية ذات شروط وأحكام خاصة، وهي فريضة على كل مسلم ملك نصاباً من المال وحال عليه الحول،
 حيث يقوم بإخراج نسبة معينة من ماله للفقراء والمساكين والمستحقين.
 

شروط وجوب زكاة المال


يشترط لوجوب زكاة المال عدة شروط، منها:

  • الملكية التامة: يجب أن يكون المال مملوكاً ملكية تامة للشخص المزكي، بحيث يكون له الحق في التصرف فيه.

  • النصاب: يجب أن يبلغ المال المزكى نصاباً معيناً، وهو ما يعادل 85 جراماً من الذهب الخالص أو 595 جراماً من الفضة الخالصة.

  • الحول: يجب أن يمر على المال النصابي حول كامل، أي سنة قمرية كاملة.

  • الزيادة: يشترط أن يكون المال قابلاً للزيادة والنماء، مثل النقود والذهب والفضة والتجارة.
     

    أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة


    تجب الزكاة في عدة أنواع من الأموال، منها:
     

  • النقود: تشمل العملات النقدية المتداولة.

  • الذهب والفضة: سواء كانت في صورة سبائك أو حلي.

  • عروض التجارة: وهي الأموال التي يشترى بها الإنسان بقصد التجارة والربح.

  • الأنعام: وتشمل الإبل والبقر والغنم.

  • الزروع والثمار: تجب فيها الزكاة عند حصادها.
     

مقدار الزكاة
مقدار الزكاة الواجبة هو ربع العشر، أي 2.5% من قيمة المال المزكى.
 

مصارف الزكاة
حددت الشريعة الإسلامية مصارف الزكاة، وهم الفئات التي تستحق الحصول على الزكاة،
 وقد ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾
 

أهمية زكاة المال
 

لزكاة المال أهمية عظيمة في الإسلام، منها:

  • تطهير المال وتنميته: فالزكاة تطهر المال من الشوائب وتزيده بركة ونماء.

  • تحقيق التكافل الاجتماعي: تساهم الزكاة في سد حاجة الفقراء والمساكين وتخفيف معاناتهم.

  • تنمية المجتمع وازدهاره: فعندما تجتمع الزكاة تساهم في تحسين مستوى المعيشة وتنمية المجتمع.

  • تقوية الروابط الاجتماعية: تزيد الزكاة من التواصل والتكافل بين أفراد المجتمع وتقوي الروابط الاجتماعية.

  • الأجر والثواب: فالمزكي يحصل على الأجر والثواب العظيم من الله تعالى.

 

أدلة زكاة المال من القرآن والسنة
 

  • أولاً: أدلة القرآن الكريم


وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على الزكاة وتوعد تاركيها بالعذاب، ومنها:
قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (النور: 56).

قوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾1 (التوبة: 103).

قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (التوبة: 34).
 

  • ثانياً: أدلة السنة النبوية


وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبين أهمية الزكاة وتفصيل أحكامها، ومنها:
حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله،
 وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» (رواه البخاري ومسلم).

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته، مُثِّل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان، يطوقه، 
يقول: أنا مالك، أنا كنزك» ثم تلا هذه الآية: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾2 (رواه البخاري).

 

  • ثالثاً: الإجماع


أجمع المسلمون على وجوب الزكاة على من استكمل شروطها، ولا يخالف في ذلك إلا من لا يعتد بقوله.
 

  • رابعاً: المعقول


الزكاة تحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ المال وتنميته، وتحقيق التكافل الاجتماعي، وسد حاجة الفقراء والمساكين، وتطهير المال من الشح والبخل.
 

  • خامساً: الآثار المترتبة على الزكاة


للزكاة آثار عظيمة على الفرد والمجتمع، فهي تزيد في المال وتطهره، وتنمي روح التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، 
وتزيل الحسد والبغضاء من قلوب الفقراء، وتحقق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
 

  • سادساً: التحذير من ترك الزكاة


وقد وردت نصوص شرعية كثيرة تحذر من ترك الزكاة وتوعد تاركيها بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة.
 

الخلاصة
الأدلة على وجوب الزكاة من القرآن والسنة والإجماع والمعقول كثيرة وواضحة، ولا يجوز لمسلم أن يتهاون في أدائها أو يتخلف عنها،
 لما في ذلك من مخالفة لأمر الله ورسوله، وتعريض نفسه للعقوبة في الدنيا والآخرة.
 

 

يمكنك إخراج زكاة مالك بيسر وسهولة عبر موقع جمعية الإحسان

بالضغط هنا